دبي : متابعة عزيز آل يحيى
تميزت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بأنشطة نوعية للعام 2023 توزعت على خارطة الاهتمامات الفكرية والفنية والعروض السينمائية والتشكيلية والأمسيات المتنوعة التي استقطبت شريحة كبيرة من المهتمين وأصدقاء المؤسسة، حيث شكلت علامة فارقة في المشهد الثقافي المحلي، ووضعت المؤسسة في مصاف متقدم بين المؤسسات النشطة ثقافياً في الدولة.
فقد كان للتشكيل نصيب جيد من أنشطة المؤسسة حيث قدمت معرضا بعنوان (نسيان) للفنان العراقي علاء بشير ترافق مع ندوة عن مسيرته الحافلة، ثم معرض بعنوان (آيات) للفنان الإيراني وحيد جزايري اشتمل على لوحات لفن الخط، وكان للشباب حضور فاعل من خلال معرض الفنانين الشباب (مراود) والندوة المصاحبة له، وكذلك قدم الفنان السوري المخضرم سعد يكن ندوة بعنوان (أزمة التعبير عن التراث في الفن التشكيلي)، وحقق معرض المبدعين الموهوبين من أصحاب الهمم بالتعاون مع مركز الفن للجميع (فلج) حضوراً لافتاً لما تضمنه من مواهب واعدة وأيضاً ترافق مع ندوة عن تجارب أصحاب الهمم في عالم الرسم. وشكل معرض الخط (حروف ملونة) لنخبة من الخطاطين الإيرانيين إضافة لموسم التشكيل في المؤسسة، وجاء معرض (غدٌ مستدام) ليكمل أهداف ملتقى الاستدامة الثقافية الي جرى تنظيمه في جامعة زايد، وكان ختام أنشطة المعرض مع معرض "الإمارات في معجم العين" للمصور البحريني عبد الله الخان الذي نظمته المؤسسة احتفاءً باليوم الوطني الـ 52 لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكان للأنشطة الثقافية والندوات والأمسيات حضورها الكبير أيضاً مثل أمسية الشاعرة شيخة المطيري وحفل توقيع كتابها (فاصلة نقطتان)، كما ناقشت قارئات من مؤسسة بيت القراءة الثقافي من سلطنة عُمان رواية (يوميات روز) للكاتبة ريم الكمالي، واستضافة المؤسسة أمسية وحفل توقيع كتاب "عمتنا النخلة" للكاتب عبد الغفار حسين، وقدم الدكتور أحمد زايد - مدير مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان «الحقل الديني: حدوده، خطاباته، تناقضاته"، وناقشت استراحة معرفة القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وكان الحدث الأبرز لندوات المؤسسة هو "ملتقى الاستدامة الثقافية لحياة أفضل في الإمارات" الذي أقيم بالتعاون مع جامعة زايد – دبي، وكذلك لمع بريق ملتقى العويس لأدب الطفل في الإمارات " الذي تفرد بنوعه وخصوصيته. وشهدت أروقة المؤسسة حفل توقيع كتاب ميرزا الصايغ "القصة الحقيقية"، ثم اختتمت الأنشطة الثقافية بندوة وحفل توقيع كتاب الدكتور محمد الرميحي (يا منزلاً لعب الزمان بأهله) الصادر حديثاً عن المؤسسة.
ونال نادي العويس السينمائي نصيبه الوافر من الاهتمام حيث عُرض فيلم (عسل ومطر وغبار) للمخرجة نجوم الغانم، وكذلك فيلم (حجر الرحى) للمخرج ناصر الظاهري، وفيلم (ساير الجنة) للمخرج سعيد سالمين المري، وجرى نقاش مع صُناع تلك الأفلام عن دور السينما في الارتقاء بالذائقة الفنية.
ومع تجديد مسرح سلطان بن علي العويس هو تطوير أجهزة الالكترونية نظمت المؤسسة عدة عروض موسيقية واستعراضية على المسرح مثل فرقة بروف آرت دانس، التي قدمت عملاً استعراضياً بعنوان "صدى أرمينيا"، وجذب المغني أمير حسيني شريحة كبيرة من الجمهور عندما قدم حفله الاستعراضي "تأملات الرومي" كما قدمت فرقة روح الموسيقى أغنيات شرقية توزعت على خارطة الوطن العربي، واختتمت الأنشطة الفنية والموسيقية بحفل كبير لفرقة الإمارات الموسيقية بالتعاون مع وزارة الثقافة والتي يشرف عليها الفنان عيد الفرج.
كما ساهمت أنشطة شهر القراءة في ضم شريحة جديدة من أصدقاء المؤسسة إلى عالم الثقافة وخاصة القراءات القصصية للأطفال والتي قدمها كل من: صباح ديبي وعلي الشعالي وأحمد محمد وعلي السبعان وحصة المهيري وناديا النجار.
وكان لمشاركة المؤسسة في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب زخمه الثقافي حيث نظمت المؤسسة جملة من الأنشطة في جناحها بمعرض الكتاب أو في القاعات الرئيسة للمعرض والتي كان فرسانها كل من: الشاعر علي جعفر العلاق والشاعر قاسم حداد، والروائي نبيل سليمان، وعقدت العديد من الندوات في جناح المؤسسة بالمعرض، مثل ندوة تجارب وأصوات (شهادات في الرواية الإماراتية) جمال مطر-صالحة عبيد حسن -عفراء محمود وندوة (جماليات السرد الروائي في الإمارات) وحفل توقيع رواية جداريات الشام "نمنوما " نبيل سليمان، ومناقشة رواية أيام الشمس المشرقة للروائية ميرال الطحاوي، بالتعاون مع نادي الكتاب في الاماراتي ، ثم حفل توقيع كتاب (ثاني السويدي) “ريق الشعر لا يجف في بحر المعيريض) للدكتور شاكر نوري وحفل توقيع كتاب (تراتيل الصدى.. تجربة الشاعر أحمد عيسى العسم نموذجاً) للناقد الدكتور هيثم يحيى الخواجة،.
وتخلل تلك الأنشطة الآنفة الذكر زيارات استطلاعية لمؤسسات ثقافية مثل متحف الشندغة وزيارة وفد المؤسسة لمتحف الشاعر الراحل راشد الخضر في عجمان وتوقيع مذكرة تفاهم مع دائرة السياحة بعجمان ومع مركز أبو ظبي للغة العربية.